عن الطلاق


ما هو طلاق المكره؟ وهل يقع؟

طلاق المكره.

حديثنا اليوم عن صورة من صور الطلاق وهو (طلاق المكره).

ما هو طلاق المكره؟:

طلاق المكره هو حالة يطلق فيها الرجل زوجته بدون رضاه، وقد يكون ذلك بسبب ضغط أو تهديد أو بأي شكل يفقد فيها الزوج إرادته.

هل يقع طلاق المكره؟:

اختلف العلماء إلى فريقين في مسألة طلاق المكره.

الرأي الأول: عدم وقوع طلاق المكره:

حيث ذهب جمهور العلماء إلى عدم وقوع طلاق المكره، ومن الذين قالوا بهذا الرأي الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد.

وقد استدلوا على رأيهم بحديث رسول اللّه صلى اللَّه عليه وسلم: ((إن الله رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) أخرجه ابن ماجه، وصححه ابن حيان. /ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، بشرح صحيح البخاري، الجزء التاسع، صفحة ٣٠٢.

كما قالوا أن (الرضا) هو أساس أي تصرف، سواء كان الطلاق أو غيره، فإذا اضطر الرجل لدفع الضرر أو الوعيد عن نفسه أو عن غيره لطلاق زوجته، فهذا طلاق غير واقع.

وممن ذهبوا للقول بهذا الرأي هو الإمام ابن حزم الظاهري، ولكنه استدل علي رأيه بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى)).

فطالما لم تكن نية الزوج هي طلاق زوجته، وإنما قال ذلك مكرها تحت تهديد مثلا، فهنا لا نية وبالتالي لا طلاق.

الرأي الثاني: وقوع طلاق المكره:

ولكن هناك فريق من العلماء على رأسهم الإمام أبو حنيفة النعمان يري وقوع طلاق المكره.

وقد استدلوا على ذلك بحادثة وقعا في زمن رسول اللّه صلى اللَّه عليه وسلم، حينما قامت زوجة بتهديد زوجها بشفرة حادة ووضعتها على حلقه، وقالت له تطلقني ثلاثة أو انفذها في حلقك.

ولما طلقها الرجل، وذهب ليقص الأمر على رسول اللّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال له: ((لا قيلولة في طلاق)). أخرجه العقيلي من حديث صفوان بن عمران الطائي.

كما أن أصحاب هذا الرأي يقيسون هذا النوع من الطلاق على طلاق الهازل، وهو من يطلق زوجته مزاحا .. وهذا الطلاق يقع بالرغم من أن صحابه لا يقصد وقوعه.
المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق