عن الطلاق


نظرة المجتمع للمرأة المطلقة

في معظم الأحيان تكون نظرة المجتمع للمرأة المطلقة سلبية بل وجارحة.

من أسوء التبعات السلبية لقرار الطلاق، هو ما يحدث من نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، والتي هي بالتأكيد وللأسف الشديد نظرة سلبية في الغالبية العظمى من الحالات.

فبمجرد أن يعرف الشخص أن من تتعامل معه سيدة مطلقة ويبدأ في التعامل معها باعتبارها فريسة، فريسة قد يستغلها بمختلف الصور، الجسدية والمادية بل وحتى النفسية، فهي بنظرهم هدف ((سهل)).

والمشكلة أن هذه النظرة تكون منتشرة وبشدة، وخصوصاً لو اضطرت هذه السيادة للنزول إلي العمل.

كما نسمع من الكثيرين أن لا تتزوج من مطلقة، ويعتبرون تلك نصيحة، برغم أن نبيهم وسيدهم ومن هو أشرف منهم جميعا، سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، كانت جميع زوجاته وهن أمهات المؤمنين من المطلقات أو ممن مات عنها زوجها، باستثناء وحيد هي السيدة عائشة -رضي اللّه عنها-.

ولا يدور في بال هؤلاء مجرد إعطاء الفرصة والسؤال تقصى حقيقة الأمر، لعل المطلقة الأول كان رجلا لا يتقي الله فيها، أو رجل لا يتحري المال الحلال في الإنفاق عليها أو على أبنائها أو غير ذلك من أسباب تجعله لا يصلح كرجل يؤتمن.

أيضا نجد فئة -وهذه الفئة فيها رجال وسيدات- تعتبر المرأة المطلقة (فاشلة) أو (هدمت بيتها)، ومع أن ذلك قد يصلح في بعض الحالات لوصف بعض المطلقات، إلا إنه لا يمكن تعميم هذا الوصف على جميع المطلقات.

فهناك سيدات تم طلاقهن بأخطاء مشتركة بينها وبين زوجها، لكن هناك مطلقات طلبت الطلاق بعدما ابتلوا بأزواج ينامون دون عمل، ويتركونها هي تعمل وتنفق على الأسرة، ولعلنا سمعنا جميعا عن حالة أو أكثر من المحيطين بنا، بعد أن أصبحت ظاهرة منتشرة.

لكن المشكلة لا تتوقف عند حد نظرة الرجال للمطلقة، بل وحتى النساء من بنات جنسها، ينظرن إليها وكأنها ستسرق منهن أزواجهن، فنادرا ما تجد المطلقة صديقة مقربة لها، وهو ما يؤثر على نفسية المطلقات بالسلب.

والحقيقة أن الإسلام لم يتعامل مع المطلقة بهذا الشكل، وكما ضربنا مثالا بقدوة المسلمين جميعا (النبي صلى اللّه عليه وسلم) فقد اقتدي به الصحابة من بعده، وكثير منهم تزوجوا من مطلقات ولم يكن هناك أي مانع يحول بينهم وبين هذا.

وفي النهاية .. فلنتقي الله جميعا ولينظر كل منا إلي عيوب نفسه.
المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق